بالرغم من أننا إن نظرنا حولنا فسنجد الله قد مدّ يده إلينا، راغباً في هدايتنا لا نحن راغبين في عفوه وكرمه، ينتظر منا ولو حسنة فيضاعفها لنا عشراً، استغفاراً فيمحو به خطايانا، أي شيء لنعود إليه فيشفع لنا ويُكرم علينا، ونحن لا نتزحزح..
تستيقظ صباحاً فتسمع في الراديو الذي يبقيه جارك موقداً "قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ" فلا تأبه ولا تعطي اهتماماً، وتُكمِل يومك وكأن شيئاً لم يكن؟
ألم تسمع قول الله تعالى "وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَىٰ"
"قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَىٰ وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا"
"قَالَ كَذَٰلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا ۖ وَكَذَٰلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَىٰ"
جاءتك آيات الله، عون الله، رحمة الله، عفو الله وغفرانه في الدنيا دون شقاء منك، غرّك كل هذا! ولم تكترث.
انظر حولك فلقد سخّر الله لك الكون كله ليهديك إليه، جعل لك عيناً تُبصر بها وترى، فتكون حُجّةً عليك يوم تلقاه، يوم لا تجد عذراً، حين يسألك الله وأنت واقف أمامه، ضعيف، نكرة، عارٍ تماماً ليس معك سوى أعمالك التى تُعرض عليك أمام الجموع، لا حول لك ولا قوة، يسألك الله لماذا؟ لماذا فعلت كذا وكذا؟ ترتعش أقدامك ولا تملُك جواباً. لا أدري يارب، لماذا فعلت هذا؟
"قَدْ كَانَتْ آيَاتِي تُتْلَىٰ عَلَيْكُمْ فَكُنْتُمْ عَلَىٰ أَعْقَابِكُمْ تَنْكِصُونَ"
_
قال رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا!! أبصر بعينيك حتى تُحشر بها.
لا يملّ الله منك، أنت من تملّ.
لم يتوقف الله عن إرسال الرسائل، أنت من لم يعُد يستمع.