Pages

Sunday, July 26, 2015

لا عيش إلا عيش الآخرة

في محاولة لإعلاء همّتي وملأ مخزون طاقتي، أقول أنّي أريد أن أكون وأكون، أريد أن أصبح يوماً ما، أريد أن أغير ظاهرة ضعف المرأة وأُثبت أنهن أقوياء عن طريق الاقتداء بي فأكون مثالاً لهن، أريد أن أُذكر، أريد أن أُثبت للعالم أن الرجال ليسوا أقوى من النساء، وأن النساء يستطعن قيادة العالم أيضاً.

لكي لا نتطرق إلى نقطة الفرق بين النساء والرجال والعدل والسواسية وما إلى ذلك، أقول بوضوح، بغض النظر عن مكنون الأهداف، فهي في النهاية أهداف دُنياوية ضئيلة وحقيرة إلى حد كبير.


يقول الله -عزّ وجلّ- في سورة الفجر: "يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتي." لحياتي، إعجاز الله في القرآن يُعجزني بدقة ألفاظه ومعانيه. تلك اللام تقول الكثير.
هذه ليست حياتنا. لا يجب على أهدافنا أن تدور حولها، إطلاقاً، إلا إذا كانت تلك الأهداف توصلني بشكل أو بآخر إلى إعمار حياتنا الباقية، غير ذلك فهو هراء وعبث وغباء.

أترى المُسافر يكتب قائمة مهامه قبل السفر وينفذ ما لن يفيده في سفره وإقامته الجديدة؟ أتراه في وقته القصير المحدود الذي يجهز فيه حقائبه وعدّته، ملتفتاً إلى سفاسف المهام أو الأهداف التي لن تنفعه بل ستضره بالوقت الضائع؟

هكذا يجب أن يكون حالنا، إن لم يكن ذلك الحجر يُستخدم لبناء الطرق للوصول إلى غايتنا، فألقه في النهر مداعباً قطرات الماء فتُحسب لك كساعة لقلبك وتهويناً على نفسك في المسير

"الجنة ليست كل شيئ" استوقفتني كلمات خرجت من فمي دون تفكير، وترددت بعدها وعدت أفكر، كيف لا تكون الجنة كل شيء وهي خالدة أبديّة؟ لا تساوي الدنيا بجانبها جناح بعوضة تُنهي عليها بإصبعيك، ونحن لا نفعل شيئاً سوى تزيين تلك البعوضة، وإلباسها وتجميلها، وهي في لحظة سيحين أجلها ملك الموت ولن تستطيع الهرب.

فلنكُفّ عن النظر من وراء المنظار ولنستخدم أعيننا لنر الأحجام بحقيقتها، الدنيا فانية، والجنة أبدية.

أخبرني ما هو هدفك مجدداً؟

Rahma Fateen

No comments: