Pages

Thursday, February 11, 2016

صداع

لا أدري لمن أكتب، ولا أدري من سيقرأ ولا من أريد أن يقرأ، لا أدري أصلا لم أكتب بعد هذه المدة الطويلة التى منعت فيها نفسي من الإستماع إلىّ عن طريق بوحي بما أشعر بكتابة بعض الأحرف.

في الفترة الماضية اعتقدت أني أتحسن، لكني في الحقيقة لم أفعل شيء سوى أني زهدت في طلباتي، دُست على روحي المنهكة مخبرةً إياها أن الحياة كبد وشقاء، ولا ضير أن لا تحصلي على حقوقك بالأصل، فقط أكملي السعي، ستصبحين أقوى وشتثابين بلا شك.

وبالفعل هذا ما فعلت، ولا مشكلة في ذلك إذ أني أصبحت أكثر سعادة وإيجابية، لكن لا أدري لم عدت أكتب!
لم الآن والألم يزداد في رأسي ويرجّه رجّاً، وفي نهاية اليوم الثالث الذي ضيعته ولم أنجز فيه شيء -متذكرةً أول درس ألقيته على جمع لا أعرفه وأنا أحذرهم تحديداً من الساعات بعد العصر، نهاية اليوم كاللحظة، فهو الوقت الذي تُجمع فيه أعمال اليوم وتُعرَض على الله. لا أدري لم ارتباني شعور أنه على أن أُخرج كراستي العزيزة وقلمي المعهود المخصص وأكتب. بعد ما تذكرت كل أصحاب الفضل على الذين من في العادة كنت لأحادثهم في اللحظات كهذه لكني أيضا زهدت فيهم، أو ربما لم أرد إحياء أخطائي في إبعادهم عني، التي من المفترض أني تخطيتها..

ربما أيضاً جاء لعقلي فكرة أن أكتب لأنه المسكين قد تعب من تفكيري في سيناريوهات كئيبة لا نهاية لها، سيناريوهات أتخيلها تبدأ بمصائب وتنتهي بالنهاية نفسها التى آمل من كل قلبي أن تتحقق. هنا أستغرب لم يصل تخيلاتي لما أريد بعد المرور بمصائب، هل هذه هي الحياة؟ أم أن عقلي أصبح أكثر وحشية بسبب ما يجري حول العالم؟ أياً يكن، فالأمر كأن عقلي يخبرني أن أكف عن التخيل هكذا لأن أملي هذا لن يحدث، فلِم أعيد التفكير فيه بطرق عديدة ومريبة؟ لم لا أزهد فيه ككل شيء آخر؟

الغريب في الأمر، أني عادة لا ألجأ لكراستي هذه إلا في أضعف لحظاتي، وأنا الآن لست ضعيفة -أو لا أدري، أعتقد أنه من زهدي في نفسي لم أعد أريد تصنيفها، أنا فقط حيّة أُرزق، أشكر الله وأحمده على عافيتي وستره، وعلى نعمه التي لا تعد ولا تحصى.

خطر على بالي أيضاً أن مشاكلي ليست أصلاً مشاكل مقارنة بكل من حولي حرفياً، ثم عدت وأقول هل سأبقى أستصغر مشكلاتي حتى تتراكم عليّ الآلام الصغيرة فتصبح كتلة ضخمة في صدري تعيقني من المضي قدماً؟ لكن بمعرفتي بنفسي -المعرفة الزائفة- أصارحها أني أختلق المشكلات، لا أدري، ربما أنا مرهفة الحس بعض الشيء. لا يهم لا يهم.

لا أدري ما الهدف من كتابة ما أكتب، مجرد التنفيس عن بعض الأفكار بداخلي حتى لا ألجأ لأحد لا يجدر بي اللجوء إليه، أكتب هذا قبل أن أصلي العشاء رغم أن المؤذن قد نادى له، حتى أستطيع أن أفرغ شعوري في السجود بعد أن رتبته في حروف، لعل وعسى بذلك أكون قد أوضحت لي بعض من لبس الأمر.
أجمل شيء في ربي أنه يفهمني، حتى وإن لم أفهم نفسي.

أتمنى أن يكون هذا مجرد أعراض جانبية لصداعي المزمن، وأن يتحسن الحال حقاً بطريقة أكثر تأثيراً من تهربي بالنوم... لأعيش.

*ملحوظة: ذكرت "لا أدري" سبع مرات في هذه القطعة، علام يدل ذلك؟

1 comment:

Unknown said...
This comment has been removed by the author.