Pages

Friday, March 1, 2013

سمع ورأى ولكن لم يفعل

تخيل معي أنك ذهبت للصيد في قارب صغير، وأخذتك الأمواج الى وسط البحر، ثم ظهرت عاصفة من لا شيء، بدأت أن ترتعش، أنت في مأزق، كيف ستتخطى هذه الأمواج العالية بالقارب الصغير هذا؟! مع كل رعد تزداد خوفا، أنت حتما ستموت.
ثم فجأة ترى ضوءا قادم من بعيد، تراه يقترب ويقترب، أنت تصرخ بأعلى صوتك، لكنهم لا يسمعون صوتك مع الرياح الشديدة. انه
قارب انقاذ!! مر بجانبك، أنت تنادي عليهم، لكنهم لا يستجيبون. ثم يراك أحدا منهم و يبتسم لك و يذهب في الطريق المعاكس.
لقد طارت فرصتك الأخيرة للنجاة. لماذا فعلوا هذا بي؟ هل يكرهونني؟ هل شكلي قبيح؟ انهم لا يعرفونني؟ لم لم ينقذوني؟ ألم يروني؟ ألا يعرفوا أني سأموت؟ كل هذه الأسئلة تدور في ذهنك وأنت تسلم أمرك لله. لقد ضاع أملك في الانسانية. سيظل الناس هكذا.

فتحت عيني فوجدت نفسي على سريري وأمي بجانبي تسألني لم كنت أصرخ. الأفكار تدور بسرعة رهيبة داخل رأسي فلم أجبها. كرهت كل جزء من هذا الحلم، كرهت هذا الرجل الذي ابتسم لي. الابتسامة جميلة، لكن في هذا الوقت؟ لم أكن أتوقعها، ولا أحببتها. لم لم ينقذني؟ أكرهه بشدة! لن أصبح مثله أبدا. حلفت أن لا أكون كذلك، حلفت أن أساعد الناس وأواسيهم، قررت ذلك. قررت أن أبدأ بالمبادرة بالمساعدة دون أن تتطلب مني. لم أكن أريد أن أكون مثل هذا الرجل. لا أريد أن يكرهني الناس. ولكن الأمر أخذ مني وقتا كثيرا لأعوّد نفسي على أن لا أكون كسولا و أن أساعد الآخرين ولكنني نجحت فيه لأنني أردت أن أفعل. أردت ذلك من صميم  قلبي.

ألا يذكرك كل هذا الكلام بما يحدث الآن؟ بلاد الوطن العربي تغرق دولة تلو الأخرى. وباقي الدول تنظر اليها بابتسامة، تنتظر دورها في الغرق. هل تعلم أن الرجل الذي ابتسم لي في الحلم سمعت عن خبر وفاته في البحر في اليوم التالي؟ انه لم ينقذني لينجو بنفسه، لكنه لم ينقذني ولم ينجو هو الآخر. هذا ما يفعله الشعوب العربية في عصرنا الحالي. كل دولة تبحث عن مقامها وعزها والأفضل لها من وجهة نظرها ولا تهتم بمساعدة الدول الأخرى في مآزقها. وفي النهاية، اذا بقى الحال هكذا، ستغرق الدول جميعها. لكنني لا أريد ذلك. أريد أن أعيش اليوم الذي أرى فيه وطننا العربي أسمى وطن. لماذا يفكر الجميع في أنفسهم فقط؟ ألا يعلموا أن يد الله مع الجماعة؟ اذا ساعدت احدى الدول بشيء ولو صغير مهما كان، قد يحدث فرقا، وهم ليسو فقراء، انهم يملكون الكثير من الموارد. لماذا لا يفعلون هذا؟ و الظريف أنهم يساعدون أعداء هذه الدول!
أريد أن أوجه كلمة لكل حكماء دول الوطن العربي، نحن امة واحدة: اذا غرقت دولة، غرقنا وهلكنا كلنا. وأنتم جزء منا، سوف تغرقون معنا. قد يبدو لكم الأمر أنكم منتصرون ومتقدمون ومرفهون، لكنكم في يوم من الأيام ستصبحون مثلنا. هذا ان لم تأخذو خطوة من الآن. وأنا آمل أن تفعلوا.انظروا للمدى البعيد وليس للمدى القريب. اعملو لمصلحة الأمة وليس لمصلحتكم وحدكم.
 !أنتم فانون لكن الوطن باق.

Rahma Fateen

No comments: