Pages

Sunday, December 31, 2017

عن 2017 ونفسي والأيام

الحياة بالنسبة لي تعني ديناميكا، شعور وحضور، تقلبات وتغيرات، لا ضير في ملاهي شعورية وفكرية، إنما ليس ركود فسكون فموت.

عام 2017 كان أكثر الأعوام ديناميكية في حياتي، ربما كان هناك أكثر منه، 2013 أو 2014 مثلا، لكن هذا العام أنا كنت مدركة وواعية بكل التغيرات التي تطرأ، كثير منه جلبته بيداي.

هذا العام عدت للحياة من جديد، أقصد قلبي الذي كان لا يبالي، أصبح يبالي –حتى ولو بنفسه فقط-

منتصف العام كنت أتمنى الموت، بعدها بشهرين قلت أريد أن أحيى.

عام دراسي انتهى، رمضان بدعواته التي أجيبت، أختي التي تم عقد زواجها، قلبه الذي انكسر، وقلبي الذي انكسر وانكسر وتفتت ثم تماسك وتجمد، صديقتي التي ملأت حياتي بعد الوحدة القاسية، نفسي التي أصبحت أكثر انفتاحًا، همومي القديمة التي ودعتها نهائيًا، أمي التي أحبتني، أبي الذي فهمني، عقلي الذي نضج، وعيني التي أحبت الدموع، إنسانيتي التي ردت وروحي التي أصبحت أخف.

 "الصدمات مؤذية في المطلق، أصعبها الصدمة في الذات"، فهمي لنفسي، وظني أني أفهم نفسي وأنا لا أفهمها بتاتًا، تيهي وصدمتي وغضبي من صدمتي.

مشاريع بدأتها وأنهيتها واشتركت فيها وطورتها واعتذرت منها وحصلت على منصب فيها، أولويات تبدلت وأهداف أصحبت أكثر رسوخًا وغموضًا في الوقت ذاته.

إيمان يزيد وينقص وينقص وينقص ويزيد، رسائل ربانية تصفعني ولطائف في كل مصيبة تحتضنني و"تذكِرة لا ترد".

"كلما حمدت الله، تذكرت أنك أكبر نعمة تستحق الحمد، فتذكرتك ودعوت لك."

لم أكن لأكتب عن هذا العام إلا عندما لاحظت حالتي على واتساب، "أبوء لك بنعمتك علي" مكتوبة من يوم 27 يناير 2017، بداية العام لا أتذكر ما الذي دفعني تحديدًا لأكتبها، استيعابي أنه ذكر نقوله صباح مساء في الأذكار "أبوء لك بنعمتك علي وأبوء بذنبي" شعرت أن الجميع يبوء لله بذنبه لكن أحدًا لا يستشعر فضل الله عليه ونعمه التي لا تعد ولا تُحصى حرفيًا، لطفه الذي يتغمدنا في كل لحظة وكل حال.

ولأني لا أكتب إلا ما أشعر، ولا أُبقي على شيء لا أشعر به، فيمكنني القول أن هذه القيمة كانت تلازمني طوال هذا العام. استشعار نعمة الله علي وشكره وشكره وشكره.

تذكرت حين كنت في أقرب حالاتي من الله، ثم انتكست لعدم شكري له، لم أكن أنسب الفضل لغيره لكني ببساطة لم أشعر أن الفضل منه ولم أشكره، فضاعت مني، وها أنا بعد سنين أصارع نفسي وهواي كأني في حرب وما وجدت عدو أصعب لنفسي من نفسي، لا أستطيع حتى الوصول لربع ما كنت عليه.

ولا يلدغ مؤمن من جحر مرتين.

الحمد لله على ما يأخذ، والحمد لله على ما يعطي، والحمدلله على ما يعطي بأخذه، والحمدلله على ما يأخذ بعطاءه.

2017 بكل يوم فيه، بكل مصيبة وكل بلاء، بكل ألم لم أكن أطيقه، مرت الأيام، لم تكن سريعة فتترك جرحًا دون أن تضمده، ولا بطيئة فتقتلني شكًا وينفذ صبري، أخذت وقتها لتربيني وتعلمني، ولأول مرة في حياتي ربما، أنا سعيدة بما أنا عليه الآن.

ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء

والله ذو الفضل العظيم.


Rahma Fateen

1 comment:

Unknown said...
This comment has been removed by the author.